"خانقاه" معلم أثرى فريد، يشكّل مسرحاً تراثياً مهماً، لما فيه من هندسة عمرانية مميزة، حيث يعد مقصداً إنسانياً لأصحاب الأيادي البيضاء.
تم بناء "خانقاه" أيام المماليك لإيواء الأرامل في مدينة طرابلس شمالي لبنان، قبل أن يرمم ويعاد تأهيله، في العهد العثماني (1516-1918).
لكن اليوم، ما أن تدخل "خانقاه" داخل أسواق طرابلس القديمة المتصلة بقلعة المدينة حتى ترى واقعاً مريراً، ومأساة إنسانية بالغة القسوة.
فالمبنى الأثري "الخان" حولته سنوات الإهمال إلى دار "منكوبة" تقطنها في الوقت الراهن 12 عائلة في ظل ظروف صعبة ومزرية، لأرامل يعشن مع أولادهن، ظروفاً حياتية صعبة ومؤلمة، وكأنها تبدو في عالم لا يشبه عالمنا، ولا يتصوره عقل، بحسب مراسل الأناضول.
عائلات تفترش غرفاً متصدعة، تشققت جدرانها جراء الرطوبة العالية، وتسربت المياه من جدرانها وحلّ العفن فيها.
عائلات يأكلها الفقر وتستعمل جميعها حمّاماً واحداً مشتركاً، تفوح منه الروائح الكريهة، وتعاني مع أطفالها من أمراض الربو والسكري والسرطان.
نساء "خانقاه" طالبن المسؤولين في لبنان عبر "الأناضول" بتحسين ظروف معيشتهن، أو أقله ترميم "الخان" وتقديم المساعدات الطبية والغذائية لهن.
كما تمنين على المسؤولين الأتراك إرسال وفد الى المبنى الذي رمم أثناء الحكم العثماني، للاطلاع ميدانياً على حالته المزرية.
وفي ظل تجاهل المسؤولين المعنيين لهذا الواقع المرير، تقتصر المساعدات لهؤلاء على بعض المبادرات الفردية والجمعيات المحلية التي تقدم اليسير مما تحتاجه هذه العائلات.
وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس، خالد تدمري، لـ"الأناضول" إن "كلمة خانقاه مشتقة من كلمتي الخان وتعني "فندق" و"قاه" وتعني المرأة الأرملة أو المطلقة، وهذا المعلم الأثري الوحيد في لبنان والمنطقة ممن هذا النوع وأصبح الآن بحالة مزرية جداً".
وأشار تدمري الى أن "خانقاه تأسس على يد إحدى السيدات الصالحات في عهد المماليك، لكي يكون مركزاً للأرامل أو النساء ذات الحاجات الخاصة".
ويتميز البناء بمدخله الواسع، وسوره العالي تحرسه بوابة تعلوها الرسوم المزخرفة، أما في الداخل فتتقاسم المساحة الدائرية 12 غرفة، وسط باحة وبركة مياه عذبة، إضافة الى عدد من أشجار الليمون والبلح.
والتقت "الأناضول" عدداً من النساء اللواتي يسكن الخان وتفوق أعمارهن الخمسين عاماً.
وأكدت رولا لبيب نصر، وهي إحدى الأرامل اللواتي تسكن خانقاه اليوم، أن "الخان تعيش فيه النساء الأرامل مع أولادهن من دون السماح لأي رجل بالسكن فيه"، وأشارت الى أنها تسكن مع أولادها غرفة واحدة داخلها حمام صغير.
من جهتها، لم ترغب لينا في ذكر اسم عائلتها، وأكدت أن ابنتها تعاني من مرض القلب وحالتها صعبة جداً ولم تجد من يسهم في علاجها.
وروت منى حجازي معاناتها اليومية في الخان، ولفتت الى أنها تعاني من مرض السكري وتسعى يومياً لإيجاد الخبز اليومي لأولادها الثلاثة.
حنان عثمان، بدورها لفتت إلى أنها تعاني من أمراض مزمنة، كالسرطان والقلب والسكري إضافة إلى الشحم بالدم، ووجع دائم في معدتها من دون ان تكون قادرة على العلاج.
هذه حكاية "خانقاه" تتلخص في 12 عائلة، تقطن 12 غرفة، أبعد من أن تكون صالحة للسكن.
غرف تآكلت بالرطوبة، والعفن، وتغمرها مياه الأمطار شتاء لتجعلها مرتعاً للبؤس بعدما كانت "فندقاً" لتأمين حياة رغيدة لنازليه.
تم بناء "خانقاه" أيام المماليك لإيواء الأرامل في مدينة طرابلس شمالي لبنان، قبل أن يرمم ويعاد تأهيله، في العهد العثماني (1516-1918).
لكن اليوم، ما أن تدخل "خانقاه" داخل أسواق طرابلس القديمة المتصلة بقلعة المدينة حتى ترى واقعاً مريراً، ومأساة إنسانية بالغة القسوة.
فالمبنى الأثري "الخان" حولته سنوات الإهمال إلى دار "منكوبة" تقطنها في الوقت الراهن 12 عائلة في ظل ظروف صعبة ومزرية، لأرامل يعشن مع أولادهن، ظروفاً حياتية صعبة ومؤلمة، وكأنها تبدو في عالم لا يشبه عالمنا، ولا يتصوره عقل، بحسب مراسل الأناضول.
عائلات تفترش غرفاً متصدعة، تشققت جدرانها جراء الرطوبة العالية، وتسربت المياه من جدرانها وحلّ العفن فيها.
عائلات يأكلها الفقر وتستعمل جميعها حمّاماً واحداً مشتركاً، تفوح منه الروائح الكريهة، وتعاني مع أطفالها من أمراض الربو والسكري والسرطان.
نساء "خانقاه" طالبن المسؤولين في لبنان عبر "الأناضول" بتحسين ظروف معيشتهن، أو أقله ترميم "الخان" وتقديم المساعدات الطبية والغذائية لهن.
كما تمنين على المسؤولين الأتراك إرسال وفد الى المبنى الذي رمم أثناء الحكم العثماني، للاطلاع ميدانياً على حالته المزرية.
وفي ظل تجاهل المسؤولين المعنيين لهذا الواقع المرير، تقتصر المساعدات لهؤلاء على بعض المبادرات الفردية والجمعيات المحلية التي تقدم اليسير مما تحتاجه هذه العائلات.
وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس، خالد تدمري، لـ"الأناضول" إن "كلمة خانقاه مشتقة من كلمتي الخان وتعني "فندق" و"قاه" وتعني المرأة الأرملة أو المطلقة، وهذا المعلم الأثري الوحيد في لبنان والمنطقة ممن هذا النوع وأصبح الآن بحالة مزرية جداً".
وأشار تدمري الى أن "خانقاه تأسس على يد إحدى السيدات الصالحات في عهد المماليك، لكي يكون مركزاً للأرامل أو النساء ذات الحاجات الخاصة".
ويتميز البناء بمدخله الواسع، وسوره العالي تحرسه بوابة تعلوها الرسوم المزخرفة، أما في الداخل فتتقاسم المساحة الدائرية 12 غرفة، وسط باحة وبركة مياه عذبة، إضافة الى عدد من أشجار الليمون والبلح.
والتقت "الأناضول" عدداً من النساء اللواتي يسكن الخان وتفوق أعمارهن الخمسين عاماً.
وأكدت رولا لبيب نصر، وهي إحدى الأرامل اللواتي تسكن خانقاه اليوم، أن "الخان تعيش فيه النساء الأرامل مع أولادهن من دون السماح لأي رجل بالسكن فيه"، وأشارت الى أنها تسكن مع أولادها غرفة واحدة داخلها حمام صغير.
من جهتها، لم ترغب لينا في ذكر اسم عائلتها، وأكدت أن ابنتها تعاني من مرض القلب وحالتها صعبة جداً ولم تجد من يسهم في علاجها.
وروت منى حجازي معاناتها اليومية في الخان، ولفتت الى أنها تعاني من مرض السكري وتسعى يومياً لإيجاد الخبز اليومي لأولادها الثلاثة.
حنان عثمان، بدورها لفتت إلى أنها تعاني من أمراض مزمنة، كالسرطان والقلب والسكري إضافة إلى الشحم بالدم، ووجع دائم في معدتها من دون ان تكون قادرة على العلاج.
هذه حكاية "خانقاه" تتلخص في 12 عائلة، تقطن 12 غرفة، أبعد من أن تكون صالحة للسكن.
غرف تآكلت بالرطوبة، والعفن، وتغمرها مياه الأمطار شتاء لتجعلها مرتعاً للبؤس بعدما كانت "فندقاً" لتأمين حياة رغيدة لنازليه.