Quantcast
Channel: Arabi News on The Huffington Post
Viewing all articles
Browse latest Browse all 23028

أوباما يواجه الفوضى في سوريا بالتردد والمماطلة والصمت

$
0
0
تبقى استراتيجية باراك أوباما وأهدافه في مواجهة الفوضى المخيمة في سوريا محيرة، من الخط الأحمر المبهم المعالم الذي حدده بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية إلى رده الغامض على دخول روسيا الملفت في المعارك.



انتقادات لأوباما






منتقدو الرئيس الأميركي ينددوا بافتقاره إلى الوضوح والرؤية وحتى الجُرأة. لكن قبل أقل من 500 يوم على انتهاء ولايته، لا ترد أي مؤشرات تفيد بأنه قد يُبدل نهجه أو يُذعن للضغوط ويقبل بوتيرة تحرك مختلفة.

أوباما يشدد على أهمية الائتلاف الذي شكلته الولايات المتحدة ويبحث عن تحالفات إقليمية ويحذر بشكل متواصل من أي تدخل متهور، مسلحا بقناعته الراسخة بأن القوة العسكرية الأميركية غير قادرة وحدها على تسوية الأزمات العنيفة التي تهز العالم وخصوصا في الشرق الأوسط.

غير أن موقفه المتردد والمتقلب في صيف 2013 حول شن ضربات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد أثر استخدامه اسلحة كيميائية ترك انطباعا بالتشوش. وجاءت تطورات الايام الاخيرة حين بدا ان الهجمة الروسية الدبلوماسية والعسكرية في سوريا باغتت البيت الابيض لتسلط الضوء أكثر على التردد الاميركي.

واختار الرئيس الأميركي في الوقت الحاضر لزوم الصمت.




سياسة أوباما مبهمة






يقول جوليان زيليزر أستاذ التاريخ في جامعة برينستون "في السياسة الخارجية من الصعب على الدوام تبيان ما يجري في الكواليس. لكن الانطباع المسيطر هو أنه لا يملك ردا واضحا. والانطباع أمر جوهري في السياسة".

وأوباما حريص على إبداء اختلاف تام عن نهج سلفه الجمهوري جورج بوش ونزعته الى التدخل في الخارج، لكن هل انه مضى ابعد مما ينبغي في الاتجاه المعاكس، وهل "اعلن تقاعد (الولايات المتحدة) في الشرق الاوسط" بحسب تعبير السناتور الجمهوري جون ماكين؟

الرئيس الأميركي أعلن في 18اغسطس/ اب 2011 بعد 5 أشهر من القمع الدامي الذي مارسته دمشق ضد حركة احتجاجية غير مسبوقة، "من أجل مصلحة الشعب السوري حان الوقت لتنحي الرئيس الاسد".

وبعد سنتين أعلن أن الولايات المتحدة على وشك ضرب أهداف تابعة للنظام السوري بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية أوقع أكثر من 1400 قتيل بحسب الاستخبارات الأميركية وشكل انتهاكا لخط أحمر.

لكنه فاجأ العالم بإعلانه في الوقت نفسه طرح هذا القرار للتصويت في الكونغرس، مستبعدا عمليا أي تحرك عسكري وشيك.

التصويت لم يجر في نهاية المطاف وتم التخلي عن خطة شن ضربات إثر اقتراح روسي بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.




مواقف مرتبكه






في اب/اغسطس 2013 صدر تصريح عن اوباما عزز الاحساس بارتباك ادارته إذ أعلن متحدثا عن مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا خلال مؤتمر صحافي "ليس لدينا استراتيجية بعد". وعبثا حاول البيت الأبيض فيما بعد تبرير هذا التصريح وشرح خلفيته، بقيت هذه الجملة ماثلة في الأذهان كاختصار للنهج الأميركي حيال النزاع في سوريا.

أوباما، التزم مرغما بتدريب المعارضة المعتدلة لتقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، غير أن العملية سجلت حتى الان فشلا كبيرا.

قبل اسبوعين استمع أعضاء الكونغرس بذهول إلى الجنرال لويد اوستن وهو يستعرض نتائج الخطة، إذ أعلن ان البرنامج الذي خصصت له أموال بمستوى 500 مليون دولار والذي كان يفترض أن يشمل حوالي 5 آلاف مقاتل في السنة لم يسمح حتى الان سوى بتدريب بضع عشرات المقاتلين.

أيضا، لخص جون ماكين هذا الأسبوع رؤيته لهذا الموضوع قائلا إن "هذه الإدارة أثارت الحيرة بين اصدقائنا، وشجعت أعداءنا، وخلطت ما بين الاسراف في الاحتراس والحذر، واستبدلت المجازفة بالتحرك بمخاطر عدم التحرك".

البيت الابيض من جهته يؤكد أن الضربات الجوية الروسية التي يندد بتناقضاتها وتعارضاتها، لن تحمله على "إعادة تقييم عامة" لاستراتيجيته في سوريا.

ويشدد أوباما على أنه من المستحيل فرض "حل عسكري" في سوريا مذكرا في نقد مبطن لخصومه الجمهوريين كما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الأميركيين عجزوا عن ذلك في العراق قبل عقد، كما عجزت عنه روسيا في أفغانستان قبل 30 عاما.




إسراف بالحذر






الحذر المسرف الذي يبديه أوباما حيال إرسال قوات على الأرض ينسجم بحسب جوليان زيليزر مع شعور عام منتشر في الولايات المتحدة.

ويقول "هناك بصورة عامة وباستثناء الفترة التي تلت (اعتداءات) 11 ايلول/سبتمبر 2001 .. مقاومة فعلية لدى الاميركيين حيال الانخراط في حرب وعلى الاخص في الشرق الاوسط".

وباشر اوباما كلمته في منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بدفاع شديد عن الدبلوماسية. وقال أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك "إن كانت القوة العسكرية ضرورية، إلا أنها غير كافية لتسوية الوضع في سوريا" مضيفا "هذا العمل سيستغرق وقتا".

ويرى جوليان زيليزر أن هذا الخطاب يثبت مرة جديدة حقيقة جلية وهي أن أوباما "محارب متمنع" وأنه "لا ينوي أن يتغير".

Viewing all articles
Browse latest Browse all 23028

Trending Articles