"في اسكندرية كده كنت ماشي على الكورنيش بدون ترتيب، ولقيت أتوبيس عام والناس اللي فيه بيحيوني والناس اللي فيه بتقولي متخافش إحنا معاك، اسمعوا كلامي لو سمحتم وخلوني أقول كلامي لكل المصريين من خلالكم.. اللي يقف يوم 3/7 مايخافش خالص"، جاء ذلك في خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمناسبة إطلاق إشارة بدء حصاد أول محصول للقمح بمشروع المليون ونصف مليون فدان.
لم يكتفِ الرئيس بتكرار "ما بخافش" 3 مرات في فقرة واحدة ولكن العبارة تكررت في معظم خطابه ليقول أيضًا: "اللي يقف في نوفمبر 2013 ما بيخافش، واللي يوقف في الكلية الحربية، واللي يقف ويعطي مهلة 7 أيام ما بيخافش واللي يعطي مهلة 48 ساعة ما بيخافش"، و"أنا أخذت 2000 قرار واللي ياخد القرار ما بيخافش نهائي من أي حاجة".
وأعادها الرئيس أيضًا "أنا مش بخاف ولو خفت مافيش أي حاجة هتخلص هعملها ولا دلوقتي ولا هتخلص بعد 10 سنين". ثم قالها بصيغة أخرى موجهة للجماهير: "متخافوش أبداً على البلد، طول ماانتوا موجودين هنبقى دايمًا على قلب رجل واحد".
وكان في عبارة "أنا ما بخافش" وتكرارها عدة مرات رسائل موجهة كما يقول المحللون والخبراء السياسيون، وكان هدفها الأول الصحفيين الذين انتفضوا قبل الخطاب بيوم واحد مطالبين باعتذار الرئيس وإقالة وزير الداخلية على خلفية اقتحام الشرطة لنقابة الصحفيين، في واقعة هي الأولى من نوعها منذ إنشائها قبل 75 عاماً، لاعتقال اثنين من أبنائها لصدور أمر ضبط وإحضار لهما، ما جعلهما يحتميان بالنقابة حتى يستفسر النقيب من النيابة عن وضعهما.
الصحفيون انتظروا الخطاب ظناً منهم أنه قد يلبي نداءهم، مثلما حدث من اعتذار الرئيس للمحامين في واقعة تعدٍّ على أحد المحامين من قبل، ولكن الخطاب جاء خالياً تماماً من أي إشارة مباشرة لهم، وإن وجد المحللون في تأكيد الرئيس على عدم خوفه، وفي تجاهله الإشارة للأزمة ثمة رسالة مبطنة، فالرئيس هنا يقول للصحفيين إنه لا يخشاهم ولا يمثلون له شيئاً، خاصة أن بالأمس استعرض الصحفيون قوتهم بالحشد غير المسبوق في تاريخ النقابة وما صدر من قرارات عن الجمعية، بحسب المحللين السياسيين.
محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي بأكاديمية الشروقوالخبير في تحليل الخطابات السياسية، نوه أولاً إلى أن تحليل خطاب الرئيس يحتاج التركيز فيه على أمرين: بيئته ومفرداته.
مكان الخطاب، كما يقول سيد أحمد لـ"هافنتغون بوست عربي"، هو "بيت القوات المسلحة، وهذا ليس عفوياً وله دلالة حتى وإن كان ظاهره افتتاح مشروع أو غيره.. فقد أراد الرئيس أن يرسي فكرة أنه ابن الجيش الذي هو خط أحمر لدى المصريين وأنه مرشح المؤسسة العسكرية ومدعوم منها"، وبالتالي فهو لا يخاف والجيش الذي يقف وراءه لا يخاف، بحسب الخبير السياسي.
ويضيف: "السيسي يقولها ضمنياً.. إنه لن يعتذر"، ملخصاً المشهد أنه استعراض عسكري من الرئيس في مقابلة حشد الصحفيين.
ويرى خبير الخطابات السياسية أن تكرار كلمة "ما بخافش" منتقى بعناية ومقصود توجيهه للصحفيين، وإن كان يعكس أنه ليس مطمئناً تماماً وأن ثمة ما يخيفه ويؤرقه.
ويختتم سيد أحمد بقوله إن الرئيس أراد أن يشير باللجوء للمؤسسة العسكرية، وأنه ليس الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأنه مرّ بظروف أصعب في 3 يوليو وكل ما هو آتٍ ليس بخطورة ما مضى".
أما الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية وحدة قياس الرأي العام، فأشار إلى أن الرئيس أراد توجيه رسالة لكل القوى المناهضة له بأنه لا يخشاهم وسيواصل عمله وافتتاح المشروعات.
العزباوي وإن كان ألمح إلى أن تكرار "مابخافش" يمكن تفسيره بشيء من القلق، إلا أنه أكد أن خطاب الرئيس موجّه بالأساس إلى جهتين: داخلية وخارجية، والداخل يأتي في مقدمته الصحفيون والإعلاميون، ومن بعدهم حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، والتيار الشعبي وغيرهم.. ثم جماعة الإخوان.
أما الخارج فيتمثل أولاً في المعارضة في دول المهجر مثل أيمن نور وخلافه، ثم الضغوط الأميركية والدولية.
بينما كان للدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، رأي آخر، حيث اعتبر أن السيسي كرر "أنا ما بخافش" 10 مرات قاصداً كل مَنْ يحاول ليّ ذراع الدولة.
ورأى أن الرئيس ليس في خصومة مع نقابة الصحفيين لأنها تابعة للدولة، ولكن رسائله جاءت للخارج الذي يضغط على مصر كثيراً هذه الفترة.
الرسالة الوحيدة المبطنة للصحفيين - كما يعتقد عامر - جاءت في تجاهله الإشارة للصحفيين كعنوان واضح بأنه لن يعتذر لهم؛ لأن بيان الصحفيين طالبه بالاعتذار رغم أنه الرئيس الوحيد ربما الذي فعلها من قبل باعتذاره للمحامين.
وكان الرئيس المصري اعتذر للمحامين يوم 7 يونيو/حزيران 2015، عن اعتداء نائب مأمور مركز شرطة فارسكور بالضرب بالحذاء على المحامي عماد فهمي أثناء حضوره التحقيقات مع موكله.
وقال حينها: "أنا بأقول للمحامين كلهم حقكم عليّ وأنا أعتذر لكم، وأقول لكل أجهزة الدولة من فضلكم لازم نخلي بالنا من كل حاجة رغم الظروف الصعبة اللي إحنا فيها".
لم يكتفِ الرئيس بتكرار "ما بخافش" 3 مرات في فقرة واحدة ولكن العبارة تكررت في معظم خطابه ليقول أيضًا: "اللي يقف في نوفمبر 2013 ما بيخافش، واللي يوقف في الكلية الحربية، واللي يقف ويعطي مهلة 7 أيام ما بيخافش واللي يعطي مهلة 48 ساعة ما بيخافش"، و"أنا أخذت 2000 قرار واللي ياخد القرار ما بيخافش نهائي من أي حاجة".
وأعادها الرئيس أيضًا "أنا مش بخاف ولو خفت مافيش أي حاجة هتخلص هعملها ولا دلوقتي ولا هتخلص بعد 10 سنين". ثم قالها بصيغة أخرى موجهة للجماهير: "متخافوش أبداً على البلد، طول ماانتوا موجودين هنبقى دايمًا على قلب رجل واحد".
رسالة للصحفيين
وكان في عبارة "أنا ما بخافش" وتكرارها عدة مرات رسائل موجهة كما يقول المحللون والخبراء السياسيون، وكان هدفها الأول الصحفيين الذين انتفضوا قبل الخطاب بيوم واحد مطالبين باعتذار الرئيس وإقالة وزير الداخلية على خلفية اقتحام الشرطة لنقابة الصحفيين، في واقعة هي الأولى من نوعها منذ إنشائها قبل 75 عاماً، لاعتقال اثنين من أبنائها لصدور أمر ضبط وإحضار لهما، ما جعلهما يحتميان بالنقابة حتى يستفسر النقيب من النيابة عن وضعهما.
الصحفيون انتظروا الخطاب ظناً منهم أنه قد يلبي نداءهم، مثلما حدث من اعتذار الرئيس للمحامين في واقعة تعدٍّ على أحد المحامين من قبل، ولكن الخطاب جاء خالياً تماماً من أي إشارة مباشرة لهم، وإن وجد المحللون في تأكيد الرئيس على عدم خوفه، وفي تجاهله الإشارة للأزمة ثمة رسالة مبطنة، فالرئيس هنا يقول للصحفيين إنه لا يخشاهم ولا يمثلون له شيئاً، خاصة أن بالأمس استعرض الصحفيون قوتهم بالحشد غير المسبوق في تاريخ النقابة وما صدر من قرارات عن الجمعية، بحسب المحللين السياسيين.
محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي بأكاديمية الشروقوالخبير في تحليل الخطابات السياسية، نوه أولاً إلى أن تحليل خطاب الرئيس يحتاج التركيز فيه على أمرين: بيئته ومفرداته.
ابن الجيش
مكان الخطاب، كما يقول سيد أحمد لـ"هافنتغون بوست عربي"، هو "بيت القوات المسلحة، وهذا ليس عفوياً وله دلالة حتى وإن كان ظاهره افتتاح مشروع أو غيره.. فقد أراد الرئيس أن يرسي فكرة أنه ابن الجيش الذي هو خط أحمر لدى المصريين وأنه مرشح المؤسسة العسكرية ومدعوم منها"، وبالتالي فهو لا يخاف والجيش الذي يقف وراءه لا يخاف، بحسب الخبير السياسي.
ويضيف: "السيسي يقولها ضمنياً.. إنه لن يعتذر"، ملخصاً المشهد أنه استعراض عسكري من الرئيس في مقابلة حشد الصحفيين.
ويرى خبير الخطابات السياسية أن تكرار كلمة "ما بخافش" منتقى بعناية ومقصود توجيهه للصحفيين، وإن كان يعكس أنه ليس مطمئناً تماماً وأن ثمة ما يخيفه ويؤرقه.
ويختتم سيد أحمد بقوله إن الرئيس أراد أن يشير باللجوء للمؤسسة العسكرية، وأنه ليس الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأنه مرّ بظروف أصعب في 3 يوليو وكل ما هو آتٍ ليس بخطورة ما مضى".
رسائل للداخل والخارج
أما الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية وحدة قياس الرأي العام، فأشار إلى أن الرئيس أراد توجيه رسالة لكل القوى المناهضة له بأنه لا يخشاهم وسيواصل عمله وافتتاح المشروعات.
العزباوي وإن كان ألمح إلى أن تكرار "مابخافش" يمكن تفسيره بشيء من القلق، إلا أنه أكد أن خطاب الرئيس موجّه بالأساس إلى جهتين: داخلية وخارجية، والداخل يأتي في مقدمته الصحفيون والإعلاميون، ومن بعدهم حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، والتيار الشعبي وغيرهم.. ثم جماعة الإخوان.
أما الخارج فيتمثل أولاً في المعارضة في دول المهجر مثل أيمن نور وخلافه، ثم الضغوط الأميركية والدولية.
بينما كان للدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، رأي آخر، حيث اعتبر أن السيسي كرر "أنا ما بخافش" 10 مرات قاصداً كل مَنْ يحاول ليّ ذراع الدولة.
ورأى أن الرئيس ليس في خصومة مع نقابة الصحفيين لأنها تابعة للدولة، ولكن رسائله جاءت للخارج الذي يضغط على مصر كثيراً هذه الفترة.
لا اعتذار
الرسالة الوحيدة المبطنة للصحفيين - كما يعتقد عامر - جاءت في تجاهله الإشارة للصحفيين كعنوان واضح بأنه لن يعتذر لهم؛ لأن بيان الصحفيين طالبه بالاعتذار رغم أنه الرئيس الوحيد ربما الذي فعلها من قبل باعتذاره للمحامين.
وكان الرئيس المصري اعتذر للمحامين يوم 7 يونيو/حزيران 2015، عن اعتداء نائب مأمور مركز شرطة فارسكور بالضرب بالحذاء على المحامي عماد فهمي أثناء حضوره التحقيقات مع موكله.
وقال حينها: "أنا بأقول للمحامين كلهم حقكم عليّ وأنا أعتذر لكم، وأقول لكل أجهزة الدولة من فضلكم لازم نخلي بالنا من كل حاجة رغم الظروف الصعبة اللي إحنا فيها".