مهدي هوشمند هو أحد المهاجرين الإيرانيين إلى ألمانيا، درس العلوم وعُرف بتفانيه وإخلاصه، بالإضافة إلى جهوده في مساعدة اللاجئين الجدد والذين بلغ عددهم ما يزيد على مليون شخص خلال العام الماضي.
لذا كان العثور عليه مقتولاً في بيته في فبراير الماضي حدثاً جللاً في سيلي تلك البلدة الصغيرة ذات السبعين ألف نسمة بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وُجِدت جثة مهدي في قبو منزله بعد ضرباتٍ أفضت إلى وفاته، وأشارت أصابع الاتهام الرئيسية إلى أحد اللاجئين الجدد الذي قدم من أفغانستان وصادقه مهدي.
أثارت هذه الحادثة إزعاج المدينة الصغيرة الواقعة في قلب ألمانيا بالقرب من هانوفر التي تفخر بمبانيها العتيقة وبكونها مسقط رأس نبلاء "ويندسور" الذين أصبحوا فيما بعد العائلة المالكة البريطانية.
لكن آثار الحادثة لم تتوقف عند حدود البلدة بل امتدت لعموم ألمانيا وعلاقتها المرتبكة مع اللاجئين، بحكاياها المختلفة ونجاحاتها الهادئة، في الوقت الذي تكافح فيه ألمانيا لدمج الوافدين الجدد.
بعد مرور شهرين على هذه الحادثة، وبعدما أغرق الشتاء الشموع التي تُركَت على عتبة مهدي من قبل طلابه الحزانى وتحولت الورود إلى بقايا داكنة، فإن سيلي أمست نموذجاً مصغراً لألمانيا المتعارضة.
فعلى الرغم من اطمئنان السكان بعد القبض على المشتبه به الرئيسي، إلا أن الشكوك والمخاوف تنازعتهم بشأن المستقبل الذي دعوه لبلدتهم الهادئة.
فكما قال أوليفر سبايس أحد جيران مهدي البالغ من العمر 53 عاماً "بالطبع نتحدث عن ذلك الأمر، فجرائم القتل هي أمرٌ غير معتاد في بلدة صغيرة مثل سيلي، وهي حدث جلل".
أما ديريك أولريش مندي محافظ سيلي فمازال يتفاخر بكونها البلدة الألمانية الوحيدة ربما، التي أنشأت مركزاً للاجئين في إحدى الثكنات التي هجرها البريطانيون بعد انتهاء الحرب الباردة.
بالإضافة إلى استعدادها لاستقبال 500 لاجئ بحلول أغسطس غير الثلاثة آلاف الذين أتوا إليها بالفعل.
لكن بعض الشكوك ومشاعر الغضب والاستياء بدأت في الظهور مؤخراً عبر الموقع الإلكتروني للجريدة المحلية والذي يحتوي على قسم للتعليقات الخاصة بالتجارب مع اللاجئين، وهو ما يعكس تناقضاً بين المظهر الخارجي المرحب باللاجئين وما يحدث تحت السطح.
حيث قال سباستيان نيتز بنّاء الأسقف صاحب التسعة والعشرين عاماً "تقرأ الكثير من الأخبار عن اللاجئين حين يكون الأمر إيجابياً، مثلما يحدث حين يعيد لاجئ بعض المال الذي وجده، لكن إن قام أحدهم بعمل سيء فلا أحد يتكلم عنه"
كما أضاف "في الحقيقة لا أحد متحمس للاجئين" وكان التواصل قد تم مع سباستيان هاتفياً بعدما ترك شكوى على الموقع الإلكتروني للجريدة بخصوص عدم ذكرها لكون المشتبه به في جريمة القتل لاجئاً، وهو ما اعتبره سباستيان تكميماً للحقيقة.
حيث أبقت الشرطة والادعاء العام حقيقة أن المشتبه به هو أحد اللاجئين في طي الكتمان في بداية الأمر. وهي الخطوة التي دافع عنها المتحدث باسم الشرطة ثورستن فالهاينك باعتبارها متوافقة مع المبادئ الاتحادية العامة والتي تسمح للسلطات بحجب تفاصيل العرق أو غيرها من المعلومات التعريفية إن رأت عدم علاقتها بالقضية.
من جانبه أصر المحافظ على أن خلفية المشتبة به كلاجئ لا علاقة بها بجريمة القتل، كما أضاف أن " الناس هنا في سيلي تعاملت مع هذا الأمر".
على الرغم من ذلك فقد عارض المحافظ الإبقاء على هوية المشتبه به سراً، خوفاً من تحول الأمر لموضوع كبير، كما طلب من الادعاء العام في المدينة الإعلان عن هويته وهو ما تم بالفعل خلال يوم واحد.
حدث هذا بعد الاعتداءات الجنسية التي وقعت في كولونيا ومدن أخرى عشية عيد الميلاد، والتي وصفت الشرطة معظم مرتكبيها بكونهم من أصل عربي أو من مهاجري شمال أفريقيا.
لكن في سيلي، مازالت العلاقة غير واضحة بين الضحية وخلفية المشتبه به.
مهدي قد جاء إلى ألمانيا في 1979 وهو في التاسعة عشرة من عمره إثر اضطراب آخر في الشرق الأوسط وهو إنشاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية على يد آية الله الخميني.
ومع مرور الوقت، استطاع مهدي الحصول على أساسيات الحياة في ألمانيا: الشهادة الجامعية والجنسية، بالإضافة إلى وظيفة كمدرس للرياضيات والعلوم.
كما قدّم مساعدته للعديد من اللاجئين الذين وفدوا إلى ألمانيا مؤخراً خاصة فيما يتعلق بالترجمة، حسبما قال فيرنر جلاسر أحد أصدقائه المقربين.
- هذه المادة تم ترجمتها بتصرف عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، للاطلاع على أصل المادة، اضغط هنا.
لذا كان العثور عليه مقتولاً في بيته في فبراير الماضي حدثاً جللاً في سيلي تلك البلدة الصغيرة ذات السبعين ألف نسمة بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وُجِدت جثة مهدي في قبو منزله بعد ضرباتٍ أفضت إلى وفاته، وأشارت أصابع الاتهام الرئيسية إلى أحد اللاجئين الجدد الذي قدم من أفغانستان وصادقه مهدي.
أثارت هذه الحادثة إزعاج المدينة الصغيرة الواقعة في قلب ألمانيا بالقرب من هانوفر التي تفخر بمبانيها العتيقة وبكونها مسقط رأس نبلاء "ويندسور" الذين أصبحوا فيما بعد العائلة المالكة البريطانية.
لكن آثار الحادثة لم تتوقف عند حدود البلدة بل امتدت لعموم ألمانيا وعلاقتها المرتبكة مع اللاجئين، بحكاياها المختلفة ونجاحاتها الهادئة، في الوقت الذي تكافح فيه ألمانيا لدمج الوافدين الجدد.
بعد مرور شهرين على هذه الحادثة، وبعدما أغرق الشتاء الشموع التي تُركَت على عتبة مهدي من قبل طلابه الحزانى وتحولت الورود إلى بقايا داكنة، فإن سيلي أمست نموذجاً مصغراً لألمانيا المتعارضة.
فعلى الرغم من اطمئنان السكان بعد القبض على المشتبه به الرئيسي، إلا أن الشكوك والمخاوف تنازعتهم بشأن المستقبل الذي دعوه لبلدتهم الهادئة.
فكما قال أوليفر سبايس أحد جيران مهدي البالغ من العمر 53 عاماً "بالطبع نتحدث عن ذلك الأمر، فجرائم القتل هي أمرٌ غير معتاد في بلدة صغيرة مثل سيلي، وهي حدث جلل".
أما ديريك أولريش مندي محافظ سيلي فمازال يتفاخر بكونها البلدة الألمانية الوحيدة ربما، التي أنشأت مركزاً للاجئين في إحدى الثكنات التي هجرها البريطانيون بعد انتهاء الحرب الباردة.
بالإضافة إلى استعدادها لاستقبال 500 لاجئ بحلول أغسطس غير الثلاثة آلاف الذين أتوا إليها بالفعل.
لكن بعض الشكوك ومشاعر الغضب والاستياء بدأت في الظهور مؤخراً عبر الموقع الإلكتروني للجريدة المحلية والذي يحتوي على قسم للتعليقات الخاصة بالتجارب مع اللاجئين، وهو ما يعكس تناقضاً بين المظهر الخارجي المرحب باللاجئين وما يحدث تحت السطح.
حيث قال سباستيان نيتز بنّاء الأسقف صاحب التسعة والعشرين عاماً "تقرأ الكثير من الأخبار عن اللاجئين حين يكون الأمر إيجابياً، مثلما يحدث حين يعيد لاجئ بعض المال الذي وجده، لكن إن قام أحدهم بعمل سيء فلا أحد يتكلم عنه"
كما أضاف "في الحقيقة لا أحد متحمس للاجئين" وكان التواصل قد تم مع سباستيان هاتفياً بعدما ترك شكوى على الموقع الإلكتروني للجريدة بخصوص عدم ذكرها لكون المشتبه به في جريمة القتل لاجئاً، وهو ما اعتبره سباستيان تكميماً للحقيقة.
حيث أبقت الشرطة والادعاء العام حقيقة أن المشتبه به هو أحد اللاجئين في طي الكتمان في بداية الأمر. وهي الخطوة التي دافع عنها المتحدث باسم الشرطة ثورستن فالهاينك باعتبارها متوافقة مع المبادئ الاتحادية العامة والتي تسمح للسلطات بحجب تفاصيل العرق أو غيرها من المعلومات التعريفية إن رأت عدم علاقتها بالقضية.
من جانبه أصر المحافظ على أن خلفية المشتبة به كلاجئ لا علاقة بها بجريمة القتل، كما أضاف أن " الناس هنا في سيلي تعاملت مع هذا الأمر".
على الرغم من ذلك فقد عارض المحافظ الإبقاء على هوية المشتبه به سراً، خوفاً من تحول الأمر لموضوع كبير، كما طلب من الادعاء العام في المدينة الإعلان عن هويته وهو ما تم بالفعل خلال يوم واحد.
حدث هذا بعد الاعتداءات الجنسية التي وقعت في كولونيا ومدن أخرى عشية عيد الميلاد، والتي وصفت الشرطة معظم مرتكبيها بكونهم من أصل عربي أو من مهاجري شمال أفريقيا.
لكن في سيلي، مازالت العلاقة غير واضحة بين الضحية وخلفية المشتبه به.
مهدي قد جاء إلى ألمانيا في 1979 وهو في التاسعة عشرة من عمره إثر اضطراب آخر في الشرق الأوسط وهو إنشاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية على يد آية الله الخميني.
ومع مرور الوقت، استطاع مهدي الحصول على أساسيات الحياة في ألمانيا: الشهادة الجامعية والجنسية، بالإضافة إلى وظيفة كمدرس للرياضيات والعلوم.
كما قدّم مساعدته للعديد من اللاجئين الذين وفدوا إلى ألمانيا مؤخراً خاصة فيما يتعلق بالترجمة، حسبما قال فيرنر جلاسر أحد أصدقائه المقربين.
- هذه المادة تم ترجمتها بتصرف عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، للاطلاع على أصل المادة، اضغط هنا.