قسّم الجدل الكبير الذي يثيره الفن الحديث المؤسسة الفنية والمهتمين والنقاد، ليصل إلى حد القطيعة الكليّة وتبادل الاتهامات بالرداءة والجهل بجوهر الفن.
سبب الانقسام يكمن في التساؤلات حول القيمة الحقيقية للفن الحديث، إذ يَتهم النقاد أعمال الفن المعاصر بأنها لا تحمل أية مهارة أو أصالة، رغم أنها تباع بملايين الدولارات بدافع العجرفة، في حين أنها مجرّد ترهات خالية من القيمة.
أمّا الفن المعاصر فيدّعي أنه يرفض القيم الفنية السابقة والقواعد الجمالية المرتبطة بالمؤسسات الدينيّة والسياسية التي تحكم الفن التقليدي، فهو شخصاني يحاكي تجربة الفنان الذاتية، حيث تُنحى المهارة والحرفة على حساب المواجهة مع القيمة الفنيّة المرسخة من قبل المتاحف والمؤسسات الفنيّة التقليديّة.
قبل بداية التنظير الحالي المرتبط بالفن العاصر في السبعينات والثمانينات، تعتبر مبولة دوشامب (1917) المثال على بداية تحدي المؤسسة الفنية أو الإرهاص للحداثة، إذ قام الأخير بشراء مبولة والتوقيع عليها، ثم تم عرضها في The Grand Central Palace بنيويورك.
كان دوشامب واعياً لفعله وتحديه المؤسسة الفنية بوصفها تهتم بسُمعة الفنان وشهرته لا بمهارته، فـ "العمل الفني" هنا كان بياناً احتجاجياً، قيمته الجمالية منخفضة على حساب تأثيره على القطاع الفني ومؤسساته السطحيّة.
من جهته مازال الفنان الأميركي جاكسون بولوك (1912-1956) يثير الجدل حول قيمة وأهمية لوحاته، فهل هي فن أم مجرد خربشات شخصية لافتقاره المهارة والأصالة؟
وتعتبر لوحاته رشقات من الألوان تتعرض للتزييف والتقليد دائماً، بل وتستخدم كوسيلة للتهكم من الفن المعاصر بوصفها تشابه خربشات الأطفال.
لا يمكن إنكار شهرة بوليك، فالبعض يعتبر فنه بأنه خالٍ من المعنى والموهبة، في حين يراه البعض تحرراً شخصياً من القيود والأخلاق والمعاني الفنيّة المسبقة.
ربما تعتبر الصخرة، التي تكلّف نقلها من مكسر الحجارة في كاليفورنيا إلى متحف لوس آنجلوس للفنون المعاصرة LACMA بـ 10 ملايين دولار، المثال الأوضح الذي وصل له الصراع، حيث اقتنى المتحف الصخرة التي وجدها الفنان مايكل هايزر (وُلد عام 1944)، واعتبرها جزءاً من عمل "تجهيز" بعنوان "الكتلة الطافيّة"، فالعمل المفاهيمي لهايزر يهدف لوضع المشاهد/المشارك في وضع الخطر، حيث بإمكانه الوقوف تحت الصخرة التي تزن 340 طناً والإحساس بخطر وقوعها.
أثار اقتناء الصخرة وتجهيزها الكثير من الاستياء في بعض الأوساط بصفته استهزاءً من الجمهور، لإنفاق كل هذه النقود من أجل صخرة فقط، لا منحوتة فنية.
ومن الأعمال المثيرة للجدل أيضاً المنحوتة السيلكونيّة التي صنعها في العام 2010 الفنان الألماني مارسيل وورلدف، التي تمثّل بيترا أو شرطية من مكافحة الشغب وهي تتبول حقيقة.
بالرغم من الجدل حول القيمة الفنية التي تمتلكها هذه المنحوتة، فإنها حازت على جائزة "الفنان الشاب" في العام 2011. ويقول الفنان إنه لم يقصد انتقاد المؤسسة العسكرية أو الشرطة، لكنه تساءل فقط عن كيفية تبول شرطيات مكافحة الشغب وهن يرتدين الزيّ الثقيل الذي يصعب نزعه.
حقيقة المنحوتة قد تحمل في داخلها بعض الأفكار السياسية، لكن البعض يرى أنها تتناول الجوانب المبتذلة من لحياة والتي لا ترتقي لكي تكون فناً بل وتصل إلى حد إهانة الشرطة، في حين يراها البعض رصداً للعلاقة بين العام والخاص.
تعتبر أعمال الفنان البولندي غوستاف ميتزغر (وُلد عام 1926) مثيرة للجدل بوصفها تقف ضد الفن كمؤسسة، والبعض يراها ذات علاقة بالفن.
يستخدم ميتزغر تقنية التدمير كبيان سياسي ضد السلطة، حيث نرى كتلاً من الدمار والقماش الممزق أو استخدام الأسيد والنار لإتلاف المواد المختلفة، فميتزغر يرى أنه يقوم بنشاط تدميري ضد المجتمع الاستهلاكي والصناعي، الذي يسيطر على الأفراد ويستهلك حياتهم ليدمرها.
سبب الانقسام يكمن في التساؤلات حول القيمة الحقيقية للفن الحديث، إذ يَتهم النقاد أعمال الفن المعاصر بأنها لا تحمل أية مهارة أو أصالة، رغم أنها تباع بملايين الدولارات بدافع العجرفة، في حين أنها مجرّد ترهات خالية من القيمة.
أمّا الفن المعاصر فيدّعي أنه يرفض القيم الفنية السابقة والقواعد الجمالية المرتبطة بالمؤسسات الدينيّة والسياسية التي تحكم الفن التقليدي، فهو شخصاني يحاكي تجربة الفنان الذاتية، حيث تُنحى المهارة والحرفة على حساب المواجهة مع القيمة الفنيّة المرسخة من قبل المتاحف والمؤسسات الفنيّة التقليديّة.
1- مبولة دوشامب
قبل بداية التنظير الحالي المرتبط بالفن العاصر في السبعينات والثمانينات، تعتبر مبولة دوشامب (1917) المثال على بداية تحدي المؤسسة الفنية أو الإرهاص للحداثة، إذ قام الأخير بشراء مبولة والتوقيع عليها، ثم تم عرضها في The Grand Central Palace بنيويورك.
كان دوشامب واعياً لفعله وتحديه المؤسسة الفنية بوصفها تهتم بسُمعة الفنان وشهرته لا بمهارته، فـ "العمل الفني" هنا كان بياناً احتجاجياً، قيمته الجمالية منخفضة على حساب تأثيره على القطاع الفني ومؤسساته السطحيّة.
2- خربشة أم لوحة؟
من جهته مازال الفنان الأميركي جاكسون بولوك (1912-1956) يثير الجدل حول قيمة وأهمية لوحاته، فهل هي فن أم مجرد خربشات شخصية لافتقاره المهارة والأصالة؟
وتعتبر لوحاته رشقات من الألوان تتعرض للتزييف والتقليد دائماً، بل وتستخدم كوسيلة للتهكم من الفن المعاصر بوصفها تشابه خربشات الأطفال.
لا يمكن إنكار شهرة بوليك، فالبعض يعتبر فنه بأنه خالٍ من المعنى والموهبة، في حين يراه البعض تحرراً شخصياً من القيود والأخلاق والمعاني الفنيّة المسبقة.
3- لغز الصخرة
ربما تعتبر الصخرة، التي تكلّف نقلها من مكسر الحجارة في كاليفورنيا إلى متحف لوس آنجلوس للفنون المعاصرة LACMA بـ 10 ملايين دولار، المثال الأوضح الذي وصل له الصراع، حيث اقتنى المتحف الصخرة التي وجدها الفنان مايكل هايزر (وُلد عام 1944)، واعتبرها جزءاً من عمل "تجهيز" بعنوان "الكتلة الطافيّة"، فالعمل المفاهيمي لهايزر يهدف لوضع المشاهد/المشارك في وضع الخطر، حيث بإمكانه الوقوف تحت الصخرة التي تزن 340 طناً والإحساس بخطر وقوعها.
أثار اقتناء الصخرة وتجهيزها الكثير من الاستياء في بعض الأوساط بصفته استهزاءً من الجمهور، لإنفاق كل هذه النقود من أجل صخرة فقط، لا منحوتة فنية.
4- حتى الشرطة
ومن الأعمال المثيرة للجدل أيضاً المنحوتة السيلكونيّة التي صنعها في العام 2010 الفنان الألماني مارسيل وورلدف، التي تمثّل بيترا أو شرطية من مكافحة الشغب وهي تتبول حقيقة.
بالرغم من الجدل حول القيمة الفنية التي تمتلكها هذه المنحوتة، فإنها حازت على جائزة "الفنان الشاب" في العام 2011. ويقول الفنان إنه لم يقصد انتقاد المؤسسة العسكرية أو الشرطة، لكنه تساءل فقط عن كيفية تبول شرطيات مكافحة الشغب وهن يرتدين الزيّ الثقيل الذي يصعب نزعه.
حقيقة المنحوتة قد تحمل في داخلها بعض الأفكار السياسية، لكن البعض يرى أنها تتناول الجوانب المبتذلة من لحياة والتي لا ترتقي لكي تكون فناً بل وتصل إلى حد إهانة الشرطة، في حين يراها البعض رصداً للعلاقة بين العام والخاص.
5- الفن المُدّمر
تعتبر أعمال الفنان البولندي غوستاف ميتزغر (وُلد عام 1926) مثيرة للجدل بوصفها تقف ضد الفن كمؤسسة، والبعض يراها ذات علاقة بالفن.
يستخدم ميتزغر تقنية التدمير كبيان سياسي ضد السلطة، حيث نرى كتلاً من الدمار والقماش الممزق أو استخدام الأسيد والنار لإتلاف المواد المختلفة، فميتزغر يرى أنه يقوم بنشاط تدميري ضد المجتمع الاستهلاكي والصناعي، الذي يسيطر على الأفراد ويستهلك حياتهم ليدمرها.