Quantcast
Channel: Arabi News on The Huffington Post
Viewing all articles
Browse latest Browse all 23028

هل فشل الهدنة يخرج الأمور في سوريا عن نطاق السيطرة؟

$
0
0
بالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار المقرر دخوله حيز النفاذ اليوم الجمعة 19 فبراير/شباط، تسعى أميركا للتريث في الموافقة على دعوة حلفائها (تركيا والسعودية) لإجراء عمل عسكري في سوريا، في حالة فشل الهدنة خلال الحرب الدائرة هناك.

فعلى الرغم من تصاعد حالة الإحباط الإقليمي حيال موقف واشنطن السلبي خلال 5 سنوات من الصراع، تُعاني إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى من قلق حيال حدوث تدخل عسكري مباشر من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع وإلى صدام خطير مع روسيا. بحسب تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أمس الخميس 18 فبراير/شباط 2016.

"هل هم بصدد إرسال قوات إلى هناك؟ لا، إن تمكنّا من منعهم"، هكذا قال أحد كبار الدبلوماسيين بحلف شمال الأطلسي "الناتو".

ففي الوقت الذي تتجنب فيه أنقرة والرياض من التصرف دون موافقة واشنطن، مازال كلاهما غاضباً حيال ما يرونه فشلاً للولايات المتحدة في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة روسيا لدعم نظام بشّار الأسد.

وبحسب اثنين من كبار الدبلوماسيين الغربيين، فإن تركيا ترغب في خلق منطقة عازلة بطول حدودها وبعمق يمتد عدّة كيلو مترات، وهذا من شأنه أن يسمح لأنقرة بالتحقق من شغلها الشاغل وهو توسّع الميليشيات الكردية في سوريا.

ومثل هذا الخطوة من شأنها أيضاً أن تمنح متنفَّساً مُحتملاً للجماعات المُعتدلة المُعارضة بالجنوب السوري، التي تتعرض حالياً لهجوم عنيف تشنه روسيا وقوات الأسد.

وقالت مجموعاتٌ معارضة إن العديد من قادة فصائل المعارضة السورية المُعتدلة التقوا أخيراً بمسؤولين عسكريين في أنقرة وإسطنبول للعمل على خطط تتعلق باحتمال نشر قوات "التحالف الإسلامي" في الشمال.

وبالنسبة للكثير من أعضاء حلف شمال الأطلسي، فإن احتمال إرسال قوات من قِبل دولة عضوة بالحلف إلى ساحة مُزدحمة بالفعل وتشارك فيها القوات الروسية بفعالية يعد أمراً مُقلقاً للغاية.

وقال تشارلز ليستر، وهو زميل مقيم لدى معهد أبحاث الشرق الأوسط: "إن سوريا تخرج عن السيطرة. إن الموقف في شمال سوريا قد يؤدي إلى تحويل مسار الأزمة السورية برمَّتها".

من غير المُرجح أن تتدخل تركيا مُباشرةً بدون موافقة الولايات المُتحدة، ومع ذلك فهي تستمر في إدخال المعارضين السوريين من أراضيها إلى أرض المعركة، ففي مساء الخميس 18 فبراير/شباط، وبحسب ما قال نُشطاء في سوريا، عبر مئات المقاتلين الحدود على مقربة من المنطقة الواقعة تحت سيطرة الأكراد.

وفي الوقت نفسه، فإن السعودية قلقة من أن تخسر على نحو سريع تأثيرها على الحرب السورية، وكذلك نطاق تأثيرها على أي محادثات سلام لاحقة، وأيضاً من نفوذ عدوها الإقليمي اللدود، إيران، والذي يتنامى يوماً بعد يوم.

وقال أحد الدبوماسيين الإقليميين إن الرياض ترى مسألة انتشار القوات كشرطٍ مُسبق للحفاظ على النفوذ. ليس فقط في سوريا، بل في واشنطن أيضاً. وفي إشارة واضحة لإيران، كشفت السعودية عن تحالف عسكري قوامه 34 دولة إسلامية في ديسمبر/كانون الأول 2015.

كما بدأت للتوّ إجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة تضم 20 دولة أخرى بما فيها دول الخليج العربي، السودان، مصر، المغرب، الأردن، نيجيريا، باكستان وماليزيا.

وقال بعض المسؤولون إن السعودية تنظر في خيار إجراء عمليات بالجنوب الغربي السوري، على مقربة من الحدود الأردنية، بدلاً من الشمال السوري المُتنازَع عليه على نحو أكبر، وقد تشارك القوات الأردنية أيضاً في هذا.

وبحسب مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى، فإن الأردن اقترح نشر قوات خاصة بالقرب من معبر التنف الحدودي العام الماضي. وقال زعماء للقبائل السورية إن السعوديين أجروا بالفعل بعثات استطلاعية في المنطقة.

وبشكل عام، فإن السعودية لن تتخذ خطوة دون الولايات المتحدة فقد قال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، إن أي حراك مُحتمل لإدخال قوات خاصة سعودية وإماراتية في الصراع السوري سوف يأتي تحت مظلة العمليات التي تديرها الولايات المتحدة.

السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بيتر كوك، قال من جانبه الثلاثاء 16 فبراير/شباط الجاري، إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب وقف إطلاق النار ومن سيلتزم به، كما ستكون "جاهزة للاستجابة في حالة الضرورة"، بحسب ما نقلت الصحيفة.

وتخطط واشنطن في كل الأحول لزيادة عملياتها في سوريا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الشهور المقبلة، حيث قال مسؤولون بوزارة الدفاع إن البيت الأبيض وافق بالفعل على "زيادة كبيرة" في قوات العمليات الخاصة الأميركية هناك.

كما من الممكن زيادة تدفق الأسلحة للمقاتلين المُعتدلين. ففي الأسابيع التي تلت التدخل الروسي بسبتمبر/أيلول الماضي، أورد مراقبون أن هناك تزايداً حاداً في عدد الصواريخ المضادة للدبابات لدى المعارضة، ما يساعدهم على مقاومة هجوم النظام. وقال مقاتلو المعارضة إنهم سيحصلون على المزيد من الأسلحة، بما في ذلك قذائف الهاون وصواريخ أكثر تطوراً.

وقال سياسي أوروبي رفيع المستوى مُعترفاً بالشكوك حول الهدنة المٌقتَرَحة: "جعل روسيا تدفع الثمن الباهظ هو المفتاح لهذا، ولكن من الصعب أن نقول كيف يمكننا فعل ذلك"، وأضاف بشأن الاتفاق المقرر البدء بتنفيذه اليوم الجمعة: "إنه ليس وقفاً لإطلاق النار، ليس واضحاً ما هو حقاً".

وبالنسبة للعديد من الدول المُشاركة، فإن الشكوك حول وقف إطلاق النار تكرّس الحاجة لخطة بديلة. وحين سُئل وزير خارجيةٍ حضر المؤتمر ذاته عما إذا كان يعتقد أن إطلاق النار سينجح، كان ردُّه هو الاكتفاء بالضحك.



- هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Financial Timed البريطانية، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 23028

Trending Articles