حينما أطلقت روسيا حملة جوية لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد في سبتمبر/أيلول 2015، كانت تعتمد على القوات السورية كي تنهي المهمة التي بدأتها طائراتها الحربية.
ورغم مضي أكثر من 12 أسبوعاً على بداية الضربات الروسية، خذلت قوات الجيش السوري والميليشيات الشيعية القوات الروسية التي تدعمها في حربها ضد المعارضة وتنظيمي جبهة النصرة و"الدولة الإسلامية" (داعش).
فرغم تزايد الخسائر الناجمة عن الضربات الجوية، لم تستطيع القوات البرية السورية استغلالها لصالحها، ولم تحقق مكاسب تذكر، وبدت الضربات الروسية "غير مجدية"، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الاثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2015.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن التدخل الروسي أفضى إلى وقوع المزيد من الضحايا، إذ بلغت أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الضربات الروسية في سوريا 600 شخص على الأقل، من بينهم 70 قتيلاً في إدلب، الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول 2015.
ويرى المراقبون من خارج سوريا أن الدمار قد امتد في شمال سوريا والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمدينتي حماة ودمشق إلى البنية التحتية المدنية ومراكز التجمعات السكنية.
وذكرت الولايات المتحدة أن الفجوة تضيق مع روسيا حول كيفية إنهاء الحرب، حيث أيد كلا الطرفين في الأسبوع الماضي عملية السلام التي تستهدف إنهاء الصراع الذي أودى بحياة 250 ألف شخص على الأقل.
ونقلت "الغارديان" عن أحد الأطباء العاملين بمستشفى إدلب قوله: "أين هؤلاء الروس المعتدلون الذين يزعم كيري أنهم قد بدأوا يرون الحقائق، فطائرات بشار لم تقصفنا مثلما فعل الروس، ولم يطاردنا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مثلما فعلوا".
وتعويضاً عن الخسائر الفادحة التي تتكبدها قوات النظام على يد المعارضة في حماة واللاذقية، يتزايد تجنيد الشباب من قبل الحكومة في محاولة لدعم القوات الوطنية.
وهناك محاولات في دمشق لتعزيز قوات الجيش النظامي، وقال أحد المجندين إن الحكومة استحدثت حملة تستهدف تجنيد عشرات الآلاف من المواطنين الذين أنهوا خدمتهم العسكرية بالفعل.
وأضاف: "يريدون أشخاصاً لديهم بعض الخبرة، إنهم يجندون أشخاصاً تم تجنيدهم بالفعل من قبل ويجهزون قوائم الاحتياط".
وذكر شخص آخر من دمشق أن 4 من أصدقائه تم اصطحابهم من منازلهم إلى قاعدة عسكرية في المدينة في أوائل الأسبوع الماضي. وقال: "هناك شاحنات تمر بالمنطقة وتدعو الرجال والشباب للانضمام".
واتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2015، النظام السوري باعتقال المدنيين في مناطق سيطرته، بهدف التجنيد الإجباري، حيث سجلت 1217 حالة اعتقال لهذا الهدف، في شهر ونصف الشهر فقط.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها أنه "منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحتى 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وثقت اعتقال أكثر من 1217 شاباً بهدف التجنيد في صفوف قوات النظام، نصفهم تقريباً لديهم وثائق رسمية بتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية".
وأضافت أنه "من بين المعتقلين قرابة 358 طالباً جامعياً، وسجلت أغلب حوادث الاعتقال في محافظة دمشق بشكل رئيسي، إضافة إلى محافظات حلب وحماة واللاذقية وحمص، بحسب الأهالي الذين أفادوا الشبكة بشهاداتهم".
ومضت الشبكة تؤكد أنه "في مطلع نوفمبر الماضي وزّعت سلطات النظام في سوريا قوائم بأسماء عشرات الآلاف من المطلوبين بهدف التجنيد للقتال مع الجيش، أو الميليشيات المحلية، أو تحت قيادة الميليشيات الأجنبية، وتم تعميم تلك القوائم على مراكز سوق المجندين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها".
وبيّنت الشبكة أن تلك القوائم شملت "الشباب من أعمار 25 حتى 35، بينهم موظفون لدى الحكومة، وطلبة جامعيون، وذلك على الرغم من حصولهم على موافقة رسمية لتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية".
الشبكة أشارت أيضاً إلى أنه "تم إبلاغ أطباء وممرضين ممن تجاوزت أعمارهم 45 عاماً، بضرورة القدوم إلى المشافي العسكرية والميدانية التابعة للقوات النظامية".
وكشفت الشبكة أنه "بعد اعتقال الشباب يتم تحويلهم إلى مقر الشرطة العسكرية بحسب المحافظة التي يتبعون لها، ثم يتم تحويلهم منها إلى مناطق الاشتباكات العسكرية مع فصائل المعارضة المسلحة".
وأكد التقرير أن الهدف من ذلك هو "تعويض النزيف البشري الحاصل في قوات النظام، وبشكل رئيسي بعد فرار قسم كبير من الميليشيات المحلية، التي كانت تقاتل معه، إلى الدول الأوروبية وطلب اللجوء، إضافة إلى محاولة التقدم براً بعد الحصول على إسناد جوي قوي من قبل القوات الروسية بعد 30 سبتمبر/أيلول الماضي".
ويذكر المسؤولون العسكريون والدبلوماسيين أن 80% من الضربات الجوية الروسية تصيب المناطق التي تسيطر عليها عناصر المعارضة، بما في ذلك الجهاديين والإسلاميين والجماعات غير العقائدية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن المساجد والمباني السكنية والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه قد تعرضت لضربات متكررة.
وأضافت أن نحو 570 مدنياً و152 طفلاً لقوا مصرعهم جراء الهجمات الروسية.
وقال موظف بإحدى المنظمات غير الحكومية: "لقد قطعوا خطوط المساعدات والإمدادات الروتينية إلى حلب، ويتضور هؤلاء الباقون في الشمال جوعاً، إنها استراتيجية عسكرية واضحة".
فيما قال عيسى خالد، أحد المقيمين في الغوطة الشرقية التي كانت مسرحاً لواحدة من الاعتداءات الكيميائية الكارثية خلال أغسطس/آب 2013: "لم يتم قصفنا هكذا من قبل، بدت السماء فوقنا كما لو كنا في هيروشيما".
ورأى حارث عبدالباقي، القائد العسكري البالغ من العمر 34 عاماً، أن الأمر يستهدف القضاء على الثورة.
وأضاف أن الروس يستخدمون الكرد كقوات برية؛ نظراً لأن الجيش السوري أصبح غير قادر على المقاومة، لقد تفاجأ الروس لأنهم وجدوا أنفسهم وسط "مستنقع"، على حد قوله
ورغم مضي أكثر من 12 أسبوعاً على بداية الضربات الروسية، خذلت قوات الجيش السوري والميليشيات الشيعية القوات الروسية التي تدعمها في حربها ضد المعارضة وتنظيمي جبهة النصرة و"الدولة الإسلامية" (داعش).
فرغم تزايد الخسائر الناجمة عن الضربات الجوية، لم تستطيع القوات البرية السورية استغلالها لصالحها، ولم تحقق مكاسب تذكر، وبدت الضربات الروسية "غير مجدية"، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الاثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2015.
مزيد من الضحايا المدنيين
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن التدخل الروسي أفضى إلى وقوع المزيد من الضحايا، إذ بلغت أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الضربات الروسية في سوريا 600 شخص على الأقل، من بينهم 70 قتيلاً في إدلب، الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول 2015.
ويرى المراقبون من خارج سوريا أن الدمار قد امتد في شمال سوريا والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة بمدينتي حماة ودمشق إلى البنية التحتية المدنية ومراكز التجمعات السكنية.
وذكرت الولايات المتحدة أن الفجوة تضيق مع روسيا حول كيفية إنهاء الحرب، حيث أيد كلا الطرفين في الأسبوع الماضي عملية السلام التي تستهدف إنهاء الصراع الذي أودى بحياة 250 ألف شخص على الأقل.
ونقلت "الغارديان" عن أحد الأطباء العاملين بمستشفى إدلب قوله: "أين هؤلاء الروس المعتدلون الذين يزعم كيري أنهم قد بدأوا يرون الحقائق، فطائرات بشار لم تقصفنا مثلما فعل الروس، ولم يطاردنا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مثلما فعلوا".
تعزيز قوات الجيش النظامي
وتعويضاً عن الخسائر الفادحة التي تتكبدها قوات النظام على يد المعارضة في حماة واللاذقية، يتزايد تجنيد الشباب من قبل الحكومة في محاولة لدعم القوات الوطنية.
وهناك محاولات في دمشق لتعزيز قوات الجيش النظامي، وقال أحد المجندين إن الحكومة استحدثت حملة تستهدف تجنيد عشرات الآلاف من المواطنين الذين أنهوا خدمتهم العسكرية بالفعل.
وأضاف: "يريدون أشخاصاً لديهم بعض الخبرة، إنهم يجندون أشخاصاً تم تجنيدهم بالفعل من قبل ويجهزون قوائم الاحتياط".
وذكر شخص آخر من دمشق أن 4 من أصدقائه تم اصطحابهم من منازلهم إلى قاعدة عسكرية في المدينة في أوائل الأسبوع الماضي. وقال: "هناك شاحنات تمر بالمنطقة وتدعو الرجال والشباب للانضمام".
اعتقال الآلاف لتجنيدهم
واتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2015، النظام السوري باعتقال المدنيين في مناطق سيطرته، بهدف التجنيد الإجباري، حيث سجلت 1217 حالة اعتقال لهذا الهدف، في شهر ونصف الشهر فقط.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها أنه "منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحتى 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وثقت اعتقال أكثر من 1217 شاباً بهدف التجنيد في صفوف قوات النظام، نصفهم تقريباً لديهم وثائق رسمية بتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية".
الطلاب لم ينجوا من التجنيد
وأضافت أنه "من بين المعتقلين قرابة 358 طالباً جامعياً، وسجلت أغلب حوادث الاعتقال في محافظة دمشق بشكل رئيسي، إضافة إلى محافظات حلب وحماة واللاذقية وحمص، بحسب الأهالي الذين أفادوا الشبكة بشهاداتهم".
ومضت الشبكة تؤكد أنه "في مطلع نوفمبر الماضي وزّعت سلطات النظام في سوريا قوائم بأسماء عشرات الآلاف من المطلوبين بهدف التجنيد للقتال مع الجيش، أو الميليشيات المحلية، أو تحت قيادة الميليشيات الأجنبية، وتم تعميم تلك القوائم على مراكز سوق المجندين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها".
وبيّنت الشبكة أن تلك القوائم شملت "الشباب من أعمار 25 حتى 35، بينهم موظفون لدى الحكومة، وطلبة جامعيون، وذلك على الرغم من حصولهم على موافقة رسمية لتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية".
استدعاء الأطباء والممرضين
الشبكة أشارت أيضاً إلى أنه "تم إبلاغ أطباء وممرضين ممن تجاوزت أعمارهم 45 عاماً، بضرورة القدوم إلى المشافي العسكرية والميدانية التابعة للقوات النظامية".
وكشفت الشبكة أنه "بعد اعتقال الشباب يتم تحويلهم إلى مقر الشرطة العسكرية بحسب المحافظة التي يتبعون لها، ثم يتم تحويلهم منها إلى مناطق الاشتباكات العسكرية مع فصائل المعارضة المسلحة".
وأكد التقرير أن الهدف من ذلك هو "تعويض النزيف البشري الحاصل في قوات النظام، وبشكل رئيسي بعد فرار قسم كبير من الميليشيات المحلية، التي كانت تقاتل معه، إلى الدول الأوروبية وطلب اللجوء، إضافة إلى محاولة التقدم براً بعد الحصول على إسناد جوي قوي من قبل القوات الروسية بعد 30 سبتمبر/أيلول الماضي".
80% من الضربات تستهدف المعارضة
ويذكر المسؤولون العسكريون والدبلوماسيين أن 80% من الضربات الجوية الروسية تصيب المناطق التي تسيطر عليها عناصر المعارضة، بما في ذلك الجهاديين والإسلاميين والجماعات غير العقائدية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن المساجد والمباني السكنية والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه قد تعرضت لضربات متكررة.
وأضافت أن نحو 570 مدنياً و152 طفلاً لقوا مصرعهم جراء الهجمات الروسية.
وقال موظف بإحدى المنظمات غير الحكومية: "لقد قطعوا خطوط المساعدات والإمدادات الروتينية إلى حلب، ويتضور هؤلاء الباقون في الشمال جوعاً، إنها استراتيجية عسكرية واضحة".
القضاء على الثورة السورية
فيما قال عيسى خالد، أحد المقيمين في الغوطة الشرقية التي كانت مسرحاً لواحدة من الاعتداءات الكيميائية الكارثية خلال أغسطس/آب 2013: "لم يتم قصفنا هكذا من قبل، بدت السماء فوقنا كما لو كنا في هيروشيما".
ورأى حارث عبدالباقي، القائد العسكري البالغ من العمر 34 عاماً، أن الأمر يستهدف القضاء على الثورة.
وأضاف أن الروس يستخدمون الكرد كقوات برية؛ نظراً لأن الجيش السوري أصبح غير قادر على المقاومة، لقد تفاجأ الروس لأنهم وجدوا أنفسهم وسط "مستنقع"، على حد قوله